منير بن دادي

 

أملا في أن لا يموت الأمل،  ورغبة في أن تواصل حملَ مشعلِ العلم الأجيالُ القادمة، وعلى إثر تكريم البروفيسور بلقاسم حبة بوسام العالم الجزائري، في طبعته الثامنة، حظي طلبة وأساتذة من مختلف المؤسسات بندوة تربوية بعد ظهيرة يوم الحفل، ندوة كان فيها الحضور متتلمذا متعلّما، متأمّلا ومستلهما، وناهلا من فيض علم العلماء وجميل فعلهم.

في بداية الأمسية التربوية التي شارك فيها أيضا البروفيسور كمال يوسف تومي، تابع الحاضرون روبورتاجا حول سيرة المكرم بلقاسم حبة منذ نشأته، بعض تجاربه العلمية ومواقفه الجريئة في الحياة وإنجازاته العظيمة.

ثم كانت فرصة للحاضرين من طلبة المدارس والباحثين في مختلف المستويات والتخصصات؛ لطرح أسئلتهم على البروفسور المتوج بالوسام.

فانهالت الأسئلة من الحضور كالماء من أفواه القِرَب، لفكِّ رموز النجاح والإحاطة بأسباب التألق أكثر، وكانت كثرة الأسئلة والمداخلات دليلا على تعطش كبير في زمن قليلا ما يرفع فيه للعالم المؤمن قدر، ويجعل له في المجالس والمحافل صدر، فكانت استفسارات وإجابات ونصائح العالميْنِ دليلا جميلا على الوجود القويّ لبذور الطموح والأمل التي ملأت القاعة بنفحاتها.

وفي سؤال لإحدى الطالبات عن كيف يمكن للشاب الباحث؛ أن يبني بيئة للعلم والتعلم إن لم تتوفر؟ أجاب الدكتور حبة: «..العزيمة والإرادة القوية هي التي ستدفع الطالب والباحث لبلوغ أسمى المراتب والطموحات،  لكن يبقى الجانب المادي عائقا في طريق الكثير من الباحثين والمخترعين ، فما أنصح به الطالب هو أن يسطر لنفسه أهدافا ومسارا واضحا لحياته، ويدرك جيدا نقاط ضعفه، وأن لا يستهين بأفكاره مهما كانت بسيطة، فأنا في صغري كنت أشتري علبة الصابون وأصنع بها لعبة في الجغرافيا؛ ومن الطلبة في عمري من لم تعجبهم اللعبة، لكن هذه اللعبة الآن تباع بنسخ كبيرة لدى ناشيونال جيوغرافي..»

وأشار الدكتور إلى المشاكل والمعيقات التي صادفته خلال بداية مشوراه الدراسي، حيث ذكر بأن ندرة الكتب والمكتبات في مسقط رأسه بالمغير وفي الولايات المجاورة، صعبت من مهمته في البحث وتطوير قدراته العلمية.

ويروي صاحب الألف اختراع أن مشاكله بدأت منذ أن وطأت قدماه جامعة باب الزوار قادما من ورقلة، ولم يحظ بإقامة جامعية، مما دفعه إلى الاستنجاد بصديق له في الجامعة، وساعده بأن منح له مكانا تحت سريره لينام فيه.

وفي سؤال حول أي الاختراعات التي نال براءتها، يعتبره الأحسن والأفضل، أجاب: «كما أن الوالدين لا يستطيعان تفضيل أحد الأبناء على الآخر فأنا لا أستطيع أن أفضل اختراعا على الآخر، وإنما هناك بعض الاختراعات يمكن أن أشرحها وأبسطها للناس مثل ذاكرة البلاي ستايشن.. وغيرها، أما أغلبها تحتاج إلى ذوي الاختصاص لاستيعاب الفكرة جيدا وهناك بعض الاختراعات أخذت منا عشر سنوات من البحث». 

وأضاف الدكتور كمال يوسف تومي عن أهمية تعلم اللغات الأجنبية وقيمة اللغة الإنجليزية فأكد على تعلمها في الصغر.

وخلاصة لأسفارهم؛ اتفق العلماء على أن الجزائر تملك من الموارد والطاقات ما تفوق به عدة دول في العالم، وأكبر طاقة تزخر بها الجزائر هي الإنسان والشباب الجزائري، وبركة الله تعالى وبركة أجدادنا الذين ضحوا من أجل أن نعيش على هذه الأرض المباركة. 

في ختام البرنامج، استلم الحاضرون هدية الوسام، والتي تضم نصائح ذهبية يقدمها العالم بلقاسم حبة للطلبة والمدارس التربوية، وكانت لهم الفرصة في نهاية الحفل للاقتراب من العلماء وأخذ صور تذكارية معهم.