رجـل الصٌلـح وخـادم اللإسـلام

المولد والنشأة:

في بقعة مباركة من أرض الجزائر، وفي "ثوفيرست" -البويرة حاليا- ، وُلد سعيد بويزري ذات يوم من سنة 1959م في قرية "السماش" بـ" آث عيسى" التابعة لبلدية " العجيبة"، بين أحضان عائلة مقاومة آمنت بالثورة رسالة، وبالحرية مبدأ لا تحيد عنهما مهما كلفها الأمر.

ولد سعيد في أحضان والدَيْن دفعا ثمن الرسالة التي آمنا بها والمبدأ الذي تشبثا به؛ فاستشهد الوالد أعراب بن عبد الله

 سنة 1961 وعمره 24 عاما، واعتقلت الوالدة عائشة بويزري من قبل الاستعمار الفرنسي.

ساق الله للطفل سعيدا ظروفا تهيئه للتحمل وتكوين شخصية سيكون لها كبير أثر في مجتمعه، فقد ذاق مرارة اليتم منذ صغره، وتربى في كنف أمه عائشة حفظها الله وجده ( امحمد) وجدته من أمه (فطيمة سليماني) وجدته من أبيه (حدة بهلول) رحمهم الله وخاله (علي) حفظه الله.

إن أول ما كتبته من كلمات.. هو اسم والدي رحمات الله ولطائفه عليه...

المسار الدراسي:

انضم سعيد إلى تلاميذ المدرسة الابتدائية في قريته "السماش" عام 1965م، فتدرج وتتلمذ على يد كوكبة من الأساتذة الأجلاء يذكر على رأسهم كل من: الشيخ "علوط، الشيخ "قلاز"، الشيخ "عاشور" والشيخ "مسعود جلوط".

ويذكر الدكتور " بويزري"، أنه عندما تعلم الأبجدية وكيف تتشكل الكلمات، كان أول ما خطته يداه اسم والده الكريم، لتكون " أعراب بن عبد الله" فاتحة مساره، وكأنه توقيع سيرافقه مدى العمر، بوابة للانتصارات التي حققها واحدة تلو الأخرى دون توان ولا انحسار.

أكمل الـمُجد المرحلة الابتدائية بكل نجاح، ليواصل مساره بمتوسطة عمروش مولود بـ" مشداله" ثم التحق بثانوية "عبد الرحمن ميرة" فيكلل هذا المسار الممتد بتفوق متميز وتحصيل مثمر.

الدراسة الجامعية.. آمال وتحديات:

في سنة 1979م انتقل الطالب " سعيد بويزري" إلى ولاية تيزي وزو، والتي تحد " البويرة" مسقط رأسه، من جهة الشمال، ليزاول دراسته هناك بجامعة " مولود معمري" وليستقر فيها.

يعتبر الدكتور " بويزري" هذه المرحلة مفصلية في حياته، حيث فيها توسعت دائرة معارفه من الطلبة والأساتذة الدكاترة المتخصصين، الذين نهل على أيديهم مختلف صنوف المعرفة، وسبر أغوار الأصول وكان طالبا مجدا عاملا بحق، ومن أهم من أشرف على تكوينه الأستاذ الداعية، الموجه والمربي " سليم كلالشة" -رحمه الله_.

في الفترة الأولى للدراسة قصْد الحصول على شهادة الليسانس، استغل الفتى _المفعم حبا وهمة لخدمة مجتمعه_ أوقاته للتدريس، وولج غمار الدعوة إلى الله مع ثلة من زملائه، فأخذوا على عاتقهم توجيه الشباب والأخذ بأيديهم من خلال حوارات لطيفة وهادئة حول الصلاة وضرورة الاستقامة، وأهمية التمسك بالمبادئ والأخلاق الرفيعة.

في جامعة عين شمس... انطلاقة جديدة :

تحصل الطالب "بويزري" عام 1983م، على منحة الدولة لاستكمال الدراسات العليا بجامعة عين شمس العريقة بمصر رفقة عدد من الطلبة، وقد اختار مع صديقه " أحمد حمدي" _رحمه الله_ تخصص الشريعة والقانون، وما كان ليتمتع بهذا الامتياز لولا تفانيه ليرتاد المراتب الأولى خلال كل مساره.

في " عين شمس" بدأ السعيد رحلته الجديدة، وهي تجربته الأولى خارج الوطن الأم " الجزائر"، ولنباهته فقد تفطن لأهم أسباب النجاح والذي هو التواصل وعقد حِلَقِ التبادل مع المتمرسين في المجال من أساتذة وحكماء وعقلاء، فكان له ذلك مع كل من العالم المدقق في الأصول: " زكريا البري" والذي كان قد درّسه مقياس أصول الفقه الإسلامي، بالإضافة للدكتور الفقيه المتضلع في مجال الفقه المقارن "عبد المجيد محمود مطلوب"، وأخيرا المتخصص في القانون الإداري والدستوري "محمد سليمان الطماوي"، وآخرون كثر مثل الأستاذ: "رمزي طه الشاعر".

لم يكتف الطالب الشغوف بكل تلك القامات التي تتلمذ على يديها، ولم يرد إلا أن يزيد اغترافا من بحور العلم التي لا تُروي قاصدها مهما اجتهد، وربما تلك هي ميزة العلم وجماليته..، فمد جسور الوصال تدارسا وتبادلا وتشاورا.. مع شيوخ صقلتهم الحكمة وسداد الرأي، أمثال: " محمد الغزالي"، " محمد متولي الشعراوي"، " عبد الحميد كشك"، و"صادق العدوي"... رحمة الله عليهم جميعا، فحضر مجالسهم وتعلم من مناهجهم وأخذ من طرائقهم، حتى أضحى من المقربين لكل من الغزالي وكشك.

نظم الأستاذ " بويزري" ذات مرة، موعدا يجمع فيه كل من الشيخ " كشك" بثلة من الأساتذة الجزائريين، فذكر له أسمائهم بسرعة، وقد كان الشيخ " عبد الحميد" ضريرا فاقدا لبصره... إلا أنه بعد أسبوع وحين الموعد المحدد، رحب بالحضور بذكر الأسماء واحدا واحدا...، يقول

" بويزري" : "هنا أدركت قوة حافظته وبراعة ذاكرته ودقة نباهته..."

بين بويزري والغزالي..

يشير الدكتور سعيد بويزري إلى أن للغزالي علاقة وطيدة بالجزائر وقد ألقى العديد من الدروس والخطب في مساجدها، حيث أنه _من حسن الحظوظ_ وفي سنة 1996م زاره في بيته بالقاهرة قبل أن توافيه المنية بأسبوع، وكان لقاء مباركا جمع العقلين المجددين الحاملين لهموم الأمة، الساعيين لفهم مشكلاتها واستشراف مستقبلها.

امتدت الجلسة لسويعات تحدثا فيها عن أحوال الوطن العربي والإسلامي والمأساة التي تلم به، وذكّره السعيد بمحطات عديدة أبرزها: تاريخ ونشأة جامعة العلوم الإسلامية " الأمير عبد القادر" بـ" قسنطينة" ، معرجا إلى بعض من تاريخها ومقاصدها وغاياتها.

أمِل " الغزالي" بشدة لأن يدفن بالبقاع المقدسة، فاستجاب الله لذلك بقدر مضاعف، فقد سافر حينها إلى السعودية لحضور ملتقى فكري، وشاءت الأقدار أن ينتقل إلى رحمة الله خلال تلك الفترة وهو لازال في تلك الأرض المباركة.

بويزري بعد عودته إلى الجزائر..

بعد رحلته العلمية والعملية بمصر وحصوله على الماجستير في الشريعة والقانون، عاد الدكتور بويزري إلى الجزائر وحصل على شهادة الدكتوراه دولة من كلية الحقوق بالعاصمة، ليشرع في مسيرة عطاء شامخ، متعدد الأبعاد، فقد كان أستاذا للمواد الشرعية والقانونية متنقلا بين جامعات: "مولود معمري" والتكوين المتواصل في تيزي وزو، وجامعتي البويرة وبومرداس، فدرس القرآن وعلومه، القانون البحري، والدستوري، قانون الأسرة، وغيرها من المواد، كما أشرف على طلبة الماستر والدكتوراه، وتنقل بين المساجد لأجل الحلقات العلمية والدروس في فقه الشريعة والفقه المالكي، وشرح المتون كمتن ابن العاشر والموطأ للإمام مالك، ومنخرطا في المجتمع بأعماله الخيرية تارة وإصلاحه وفكه للنزاعات تارة أخرى، فكان رئيس مجلس الصلح لولاية تيزي وزو، وكذا أمين المجلس العلمي بمؤسسة المسجد في نفس الولاية.

وقد كوّن أسرته فتزوج ورزقه الله من البنين ولدا وثلاث بنات، وكانت زوجته نعم السند والرفيق، ألهمته وأعانته في أشد الظروف قساوة.

الشيخ بويزري، طاقة متجددة خلاقة مبدعة ... وهو كالنحلة يطوف دون ملل ..

تاركا وراءه رحيقه وعبقه ... في الجامعة والجامع والمجتمع...

في هذه المرحلة لمحت بوادر مشاريع بويزري الكبرى، فكان مستمرا في دعوة الشباب وتوجيههم بحكمة ومحبة شديدين لأنه كان يؤمن بأن بذرة الخير لا تنطفئ داخل الإنسان بل تحتاج فقط من يتولاها برعايته، كما كان مهتما بقضايا الصلح الشرعي والودي وإصلاح ذات البين، منخرطا في مجالسه... ناقلا للخبرات.

وفي هذا السياق يحكي " بويزري" أنه ذات مرة وفي وقت متأخر من الليل، وفي ليلة ممطرة التقى بشاب سكير، فاقترح له بأن يرافقه فبادله أطراف الحديث ونصحه وربت على كتفه.. حتى عدل الشاب عن فعلته وقرر فعلا هجر مثل هذه الأفعال المهلكة.

للشباب طاقة متفجرة لا تنضب، وأول مفتاح لاستثمارها على أنسب وجه... معرفة الله حق المعرفة... وتطهير النفس من الشوائب والأخلاق الدنيئة.

ويضيف معلقا بأن أحد الشباب كان يبحث عنه متنقلا ولمدة شهر، حتى وجد مسكنه أخيرا، ولكثرة التزامات الدكتور فإنه يطيل الرجوع إلى بيته... ليجد الشاب منتظرا بسيارته التي ركنها أمام بيت الشيخ، مترقبا رجوعه بلهفة، وقد تناول بويزري قضيته بالتدارس حتى فكّها وهي التي كانت حبيسة أروقة المحاكم تتسول حلا سديدا لمدة سبع وعشرون سنة.

إن القلب لتغمره سعادة طافحة... وبهجة عارمة... بعد كل مساعدة أو حل مشكلة وقضية شائكة... كان الأمر بمثابة انتصار عظيم..

مؤلفاته:

لم تمنعه الأعمال الخيرية ومجالس الصلح من ثني الركبة وإنتاج معرفة تستفيد منها الأجيال، فللدكتور سعيد مجموعة مؤلفات ما بين مطبوع ومخطوط منها:

  1. مدخل إلى دراسة الشريعة الإسلامية مترجم إلى اللغة الإنجليزية
  2. أحكام الميراث بين الشريعة الإسلامية وقانون الأسرة الجزائري.
  3. مسائل محلولة في علم الفرائض.
  4. تفسير سورتي الفاتحة والبقرة مترجم إلى اللغات: الأمازيغية، الانجليزية والفرنسية.
  5. فقه الدعوة.
  6. التزكية سبيل النجاح.
  7. إحداذن أباوال.

إضافة إلى مجموعة من الأبحاث والمقالات العلمية التي نشرها داخل الوطن وخارجه، في مواضيع من مثل حقوق الإنسان في الشريعة وفي القانون الدولي، القيم الأخلاقية في التراث الأمازيغي الوطني، النظام الاجتماعي في منطقة القبائل، وغيرها كثير.  

وله مشاركات في الملتقيات الدولية في الجزائر وخارجها تجاوزت السبعين مشاركة.

كما عرف الدكتور بويزري بإطلالاته الإعلامية في الإذاعة وفي التلفزيون، منها الحصص الإذاعية: « حقوق الإنسان في الإسلام"، " فقه الشريعة"، وحصتا " نظرات في آيات الله البينات" و" وينوذان يوفا" باللغة الأمازيغية التي تجاوزت أعدادها المئة حلقة، أما الحصص التلفزية فنذكر: "هلا سألوا" و"الصلح خير"، وغيرها من الحصص التي لا يسع المقام للتفصيل فيهاز

مشروع تفسير القرآن الكريم...

ربطت العالم بويزري بالقرآن الكريم علاقة جد وطيدة، حيث كان يراه المنهج والطريقة المثلى ليحيا الإنسان حياة قويمة، وكل المرجع وعليه الاعتماد، حتى أنه قد ألف قصيدة مطولة سنة 1982م، وهو في بداية العشرينات من عمره، عنونها بـ " قرآننا "... يبوح في مطلعها..:

قلوبنا له سكن، أرواحنا له وطن ***  يملأ فينا عقلا ووجدانا

ما أتعس من سار بغير منهج  ***  طوبى لنا قد اتخذناه قرآنا

ومن لم يرتوي من نبعه ***  عاش طول الدهر ضمآنا

وليس يغنيه عن سؤله   *** وإن شرب من غيره وديانا

إليه ندعو ولا بقاء لغيره  ***  وإن رمينا ظلما وعدوانا

 

من هذا المنطلق، ولإيمانه بأهمية أن يكون لدى قارئ القرآن فهما متبصرا لما يتلوه، وحتى لمن لا يتقن اللغة العربية، شرع في تفسير القرآن باللغة الأمازيغية سنة 2001م ليتمه في 2019م.

مشروع إحياء العلوم...

اشتغل الدكتور " بويزري" في مشروع إحياء العلوم والذي اقتبس اسمه من كتاب لأبي حامد الغزالي، وكان يهدف لتفعيل دور الزوايا مجددا وزرع بعض القيم والمبادئ في أفراد المجتمع الجزائري... إيمانا منه بضرورة ذلك، وقد تلخصت رؤاه الرئيسية فيما يأتي:

  • تفعيل دور الزوايا لأجل أداء دورها التعليمي.
  • إحياء دور المساجد فرسالة المسجد متعددة الجوانب، تعبدية إيمانية، تربوية، تعليمية، إصلاحية، واجتماعية.
  • تعليم القرآن والسنة النبوية الشريفة وعلوم الشريعة والمتون ومختلف العلوم.
  • الاطلاع على أمهات الكتب وتلخيصها وتشاركها، واستنباط كنوزها، مثل الذخيرة للإمام القرافي، الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي، والمعون للقاضي عبد الوهاب.
  • زرع الروح الوطنية والحفاظ على الحس الإيجابي نحو الوطن والسعي نحو خدمته.

كانت تُقام دورات الإحياء بتيزي وزو وبالبويرة وفي ولايات أخرى عديدة، ويقوم المشرفون عليها _ الدكتور بويزري وفريقه_ بتسجيل كل الحلقات للعودة إليها مستقبلا والاستفادة منها وتعميمها للناس.

كان سعيد الفتى وهو لم يتجاوز الأربعة وعشرة من عمره يحضر حلقات التفسير التي كان يلقيها الإمام في مسجد الحي، وهكذا تفتحت أماني هذا الولد المقدام نحو علوم القرآن..

السعيد مصلحا... حاملا للبشر والنور:

عرفت الجزائر بكل أقطارها منذ القديم، ما يسمى بنظام الجماعة أو " تاجماعث" بالقبائلية، على اختلاف مسمياته وأساليبه، وفكرته تتمحور حول  فك النزاعات بطريقة ودية ومعتبرة لكل من الشرع والقانون والعرف.

عمل الدكتور لمدة تزيد عن 35 سنة في مجال الصلح رفقة فريقه المتكون من خبراء وحكماء ومتخصصين في مجالات الشريعة والقانون والمالية والعقار..، وقد أشرف على العديد من مجالس الصلح وفك النزاعات لقضايا كثيرة على كل من المستويين الوطني والدولي.

يفصح العالم المخلص " بويزري" عن ثقل المهمة وتعقدها، فقضايا الحياة المعاصرة باتت معقدة ومتشابكة وتحتاج عقولا متعددة التخصصات ومتفرعة المعرفة ودقيقة النظر للفصل، وقد عرفت مجالس البويزري مسائل في الاستثمارات المالية والتجارة والعقار والمواريث والأحوال الشخصية..

حرص الفريق على تكوين نفسه بالموازاة، وتكوين أفراد جدد باستمرار، فكان يبرمج:

  • لقاءات تكوينية تخصصية، وأخرى تبادلية.
  • التدرب على صياغة محاضر الصلح والاتفاقات.
  • التعرف والاستفادة من هيئات الصلح الأخرى قصد الاستزادة.
  • التدريس النظري للشباب بمعرفة أصول الصلح وقواعده، ثم التصدي لبعض القضايا تحت الإشراف، للجمع بين الأخذ النظري والممارسة العملية.

يؤمن المصلح المتمرس " بويزري" بأن لكل مشكلة حل ما، ولكل نزاع مخرج لفضّه، كما لمح إلى وجود أساب تعرقل حل القضايا على مستوى القضاء كطول الإجراءات الإدارية، وذهنية الخصوم أنفسهم والتي لا تسعى ولا ترغب في الصلح فيلجؤون إلى الخبرة المضادة، وبذلك تتسع الهوة ويطول الأمر أضعافا.. وقد عالج وفريقه قضية في مدة لا تزيد عن الأربع ساعات، بينما دامت واحدا وثلاثين سنة وأكثر على مستوى المحاكم.

يعتمد الصلح على ثلاثية الشرع والقانون والعرف، وفي ذلك يقول الأستاذ بويزري:

" المعروف عرفا كالمشروط شرطا، والعادة محكمة كما يقول الفقهاء، والعرف ما تعارف عليه الناس واستقامت عليه أمورهم من قول أو عمل.."

 

الصلح يحتاج عزيمة قوية وصبرا جميلا وتفهما وسعة قلب وخاطر، وعلى الذي يسبّل نفسه لذات المهمة أن لا يكون مستعجلا للنتائج بل صابرا مرابطا محبا، ذا بعد نظر وحنكة. 

علماء ودعاة تركوا بصماتهم في حياته العلمية والفكرية: 

يعرف العالم بنسبه في العلم، فهو لا ينكر فضل من علّمه حتى ولو أصبح اسمه يشغل الآفاق، ومن بين العلماء الذين يذكرهم الشيخ سعيد ويثني عليهم:
1.    الشيخ سليم كلالشة
2.    الشيخ محمد الغزالي
3.    الشيخ محمد متولي الشعراوي
4.    الشيخ عبد الحميد كشك
5.    الشيخ يوسف البدري
6.    المفكر الإسلامي الأستاذ أنور الجندي
7.    الدكتور محمد جميل غازي