عبد الهادي الشيخ صالح
تميزت الطبعة السّابعة "لوسام العالِم الجزائري" لسنة 2014 بلمسة فريدة من نوعها، علاوة عن الطبعات السابقة، وهي وسام "فريق البحث العلمي"، حيث أن طبعة هذه السنة كانت مُزاوجَة بين عالِم في تاريخ العلوم، وهو "العَالِم بروح العَابد" الأُستاذ والبروفيسور "أحمد جبار"، وجَماعةٍ علميَّة اجتهدت وعملت وكابَدَت مُنذ بداية التِّسعينيات، محاوِلة تشكيل فريق بحث علمي، ومُجسِّدة فكرة العمل الجَماعي، هذه الجماعة مُكوَّنة من أساتذة ودكاترة من مختلف التخصصات، أثمر كَدحُهم ومُكابدتهم عدَّة كُتب ومعاجِم مهمَّة، أسهمت في تَرسيخ الفِكر والتّراث الإسلامي، إنّه "فريق البحث العلمي لجمعية التراث".
كما أن تظاهُرة هذه السَّنة تميّزت بإِطلالة مميّزة لمؤسسة "وسام العالِم الجزائري" بِجَناح خاص في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 19، حيث لقيت المؤسّسة إعجابا واهتماما مميّزا من قبل الزّوار، للرسالة التي تحملها، والأهداف التي تنشد تحقيقها، والهمِّ الذي تحترق لأجله.
من ناحية تفاعل الزوار مع جناح المؤسسة بالمعرض، فقد سجّلنا تنوّعا في الآراء، فالبعض لا يُؤمن أَصلا بأنّ ثمّة أثرا لعلماءَ في الجزائر، لكن نسبة هؤلاء قليلة جدا، وتكاد تعدّ على الأصابع. من جهة أخرى هناك صنف لا يرى لنفسه أيّ دور في هذه الرسالة، بل أكثر من ذلك، هو يوجّه أصابع الاتّهام، مُسدلاً جَلابِيب المسؤولية على جهات رسمية، ويعفي نفسه منها بشكل تام، أما الصنف الثالث، فقد اكتفى لنفسه فقط بدور الحَكَم على اجتهادات الآخرين، معلّقا على برامجهم وأفعالهم بكمٍّ هائل من الملاحظات والانتقادات، وآخر رابع لسان حاله يعبَّرُ به على أنّ العين بصيرة واليد قصيرة!
أما النسبة الكبيرة والأغلبية الساحقة من الزوار، فهي تؤمن حقيقةً أنّه: نعم للجزائر علماء كُثر، وأنهم حقيقةً يستحقون منا الكثير من الجهد، والاهتمام، والاحترام والتقدير. قد تختلف الصيغ والكلمات، ولكنّ المعنى كله يصبُّ في وعاء واحد... فما كان من هؤلاء إلا أن يتركوا رسائل وعبارات تشجيعية للمؤسسة، طالبين بإلحاح إشراكهم، وإتاحة الفرصة لهم للمساعدة، وإقحامهم لتحمّل المسؤولية، مرددين غالبا السؤال التالي: أنا كمواطن أو كأستاذ، كيف أستطيع المشاركة والمساهمة معكم، وما هو الدور الذي يتوجّب عليّ القيام به من هذا المكان؟
نعم، حقيقةً هنالك في الوطن قابلية، وهنالك في الأمة خير، لا... بل خير كثير...
كثير من الزوار والطلبة تعرَّف وسمع عن بعض العلماء الجزائريين المكرّمين في طبعات الوسام السابقة لأوّل مرة، من خلال المؤسّسة في المعرض، وانتهى البعض منهم إلى أنه بالفعل، يجب علينا أن نفكِّر من جديد في الموضوع، وأنه يتوجَّب علينا أن ندير عدسات الكاميرا إلى جوانب أخرى تكون قد أُهملت من قبل، أو لم تُعر قدرا وفيرا من الاهتمام.
بعض الآراء التي رُصدت في جناح المعرض:
"مؤسسة وسام العالِم الجزائري مشروع حضاري، رائد وواعد للأمة بالتطور والتقدم، على جميع الأصعدة إن شاء الله".
"إنه لمن صِدق العمل ورفيعه أن يولَى الاهتمام بالإنسان الجزائري، كيف إذن عندما يكون هذا الاهتمام بالعالِم الجزائري؟".
من بين الملاحظات والانتقادات التي تم تلقّيها، كان هناك ما هو بنّاء ومهمّ للغاية، وقد أُخذت بعين الاعتبار ليُنظر فيها في المستقبل بإذن الله، منها: مسؤولية المؤسسة من الناحية الإعلامية لترويج رسالتها وفكرتها، حيث أنه يتوجب على فكرة الوسام أن يكون صداها أبعد مما هو عليه، أيضا السعي لتوفير السِّير الذاتية للعلماء المكرمين لفئة الكبار والأطفال، وبالّلغتين العربية والفرنسية، لتعمّ الفائدة ويتسنى للجميع التعرف على تلك القامات الشامخة من علماء الجزائر.
انتهى المعرض وحان موعد الوسام، جميع الطاقم مركز على العمل، مكثّف للمجهودات: اتصالات ومكالمات، مواعيد وتسجيلات...، لا لشيء إلا لتقديم برنامج يليق بمقام العلماء المكرمين، والإنسان الجزائري الذي سيحضر التتويج، هاتف المؤسسة في نشاط دؤوب: بين أساتذة مؤكدين للحضور، وهيئات رسمية مستفسرة عن بعض الشؤون، وأناس يسألون عن حيثيات الطبعة والبرنامج المقرر.
إلى أن حان يوم الوسام، وبحمد من الله وتوفيق منه، مرّ الحدث بشكل جيد، وفي أحسن الظروف، فالفضل كل الفضل لله.. فله الحمد والشكر.
Podcast الوسام
محتوى سمعي من انتاج مؤسسة وسام العالم الجزائري, تابعنا على:
google-podcast spotify apple-podcast