
حدث اليوم وسام العالم الجزائري، والذي آمل أن يدوم تقليدا سنويًّا بالجزائر -إن شاء الله-.
ما إن رأيت إعلان حفل وسام العالم الجزائري حتى نشرته مباشرة معلقة أنه حدث يستحق الحضور، وبعد أن حضرته اليوم أقول أنه تقليد يجب أن يخلد للأبد في بلادنا ما دامت قائمة علماء الجزائر ثرية من حيث الكم، حيث تضم قاعدة البيانات حتى الآن 1600 عالم جزائري لا نعرف جلهم.
تمّ اليوم تكريم البروفيسور أحمد موساوي نظير إسهاماته في علم المنطق الرياضي بمؤلفاته، تدريسه وتأطيره للطلبة والأساتذة بأقسام الفلسفة حيث يُعدّ أول جزائري حصل على الدكتوراه بهذا المجال من جامعة السوربون. العائلة كانت جزء أساسي في تكوينه خاصة، فوالديه ثم زوجته التي أرجع لها الفضل في مرافقته طوال سنوات دراسته، تدريسه
وأبحاثه والوقوف إلى جانبه لرعاية أبنائهم وأحفادهم الذين ظهروا سويا في روبورتاج أكثر من رائع.
أمّا روبورتاج العالم الجزائري بشير حلمي فقد كان مدهشا، عاطفيًّا جدًّا، وقد أثار في نفسي مشاعر جميلة بدأت من زيارته لمسقط رأسه، ثم زيارته لمدرسته الابتدائية ولقاء معلميه، فشهادة أخته عن العلاقة التي تجمعهما وتجمعه بوالدتهما -رحمها الله-، ثم وقوفه على قبر والديه في مشهد دمعت له عيني بسخاء لأنّ الإنسان يبقى إنسان مهما بلغ من درجات و مناصب، يبقى يفتقد والديه خاصة وإن غيَّبهم الموت ويتمنى لو أنهم كانوا أول الحاضرين في تكريمه.
بشاشة البروفيسور بشير حلمي وروحه المرحة كانت حاضرة وهو يتحدث عن أولى مشاريعه التجارية بالدراجة وهو طفل، اجتيازه لامتحان البكالوريا سنة 1976م، تصحيحه للخطأ الذي ورد في امتحان الفيزياء، تكريمه من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين، فوزه بمنحة الدراسة بكندا، إدخاله للغة العربية إلى الحاسوب يوم أراد أن يعايد أهله باللغة العربية.
الهوية الجزائرية، اللغة العربية، بساطة الحديث، الروح الطيبة، احتفاء العلماء ببعض، امتنانهم لأهاليهم، إيمانهم بالله وثقتهم بأنفسهم كلها كانت حاضرة في الندوة الصباحية التي تمّت رفقة البروفيسور الدكتور: بلقاسم حبة والدكتور: محمد بابا عمي المشرف العام على مؤسسة وسام العالم الجزائري الذي قدم بدوره كلمة في الصميم حول أهمية القيم، الإيمان بالله، الاقتداء بالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، طاعة الوالدين، تقدير المعلم والعامل وإنزالهم منازلهم، كما أنه حرص من منبره على الترحم على شهداء مقاومة فلسطين وغزة متمنيا مثلنا جميعا أن تتحرر مثلما تحررت الجزائر قبل 61 سنة.
شكر خاص لكل المنظمين لهذا الاحتفال الرائع فقد أخذت جرعات أمل و إلهام من وجودي معكم اليوم.
شكر خاص لفريق التصوير Wamda Creative قمتم بعمل احترافي بامتياز.
بارك الله فيكم وأدام الله وسام العالم الجزائري تقليدا سنويا.
أ. سلمى بكوش.
Podcast الوسام
محتوى سمعي من انتاج مؤسسة وسام العالم الجزائري, تابعنا على:
google-podcast spotify apple-podcast