أ. محمد الهادي الحسني
وفعلها مرة أخرى الدالون على الخير، الفاعلون له، الناشرون لقيم الجمال والجلال، أعني القائمين على "مؤسسة وسام العالِم الجزائري" المتميزة، وعلى رأسها الدكتوران محمد بابا عمي وطه كوزي.. حيث أشرفنا يوم السبت الماضي على حفل بهيج، لا لإشاعة منكر، ولا للإشادة بفاسد أو مفسد.. وما حضر هذا الحفل – فيما نظن – إلا من هم على خير، ولا نزكي على الله أحدا.. فسيدنا – صلى الله عليه وسلم – علّمنا وأدّبنا أن "كل بني آدم خطاؤون"، ولا تثريب ولا لوم إلا على المُصرّين على الائتمار بمن يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه.
كان ذلك الحفل خاليا من "المكاء" و"التصدية"، وما ذكر فيه وأشيد فيه إلا بالعلم، والأخلاق الفاضلة، والكلمة الطيبة.. وقد أقيم لتوسيم عالم فاضل استحق بعلمه وعمله وخلقه الحصول على "وسام العالم الجزائري". لقد جرى الحفل في "خيمة" ملحقة بفندق الشيراتون، ولكنها – ساعة ذلك التكريم – كانت في أعين أولي النهى وعقولهم أجل وأجمل من قصر مشِيد..
أما من حاز "الوسام" في هذه المرة فهو مَن وصفه عارفوه بـ "الحكيم المربي"، وقد تأكد الحاضرون من استحقاق هذا العالم لهذا الوصف بعد مشاهدتهم شريطا يلخص حياته، واستماعهم إلى شهادات من احتكوا به، وتعاملوا معه من "الصّاحبة"، والولد، إلى الصديق والزميل والرفيق.. و"الرُّفقة" هي "الكاشفة" عن "معادن الناس"، المنبئة عما وراء الرسم، وصورة اللحم والدم..
إن هذا العالم المربي، سيماه في وجهه، إذ قبل أن تعرف مبلغه من العلم، يكون بابتسامته المشرقة، وبساطته العالية، قد اعتلى "عرش قلبك"، وملك عليك حواسك، فإذا تكلم استحوذ على عقلك..
إنه الأستاذ الدكتور ابن عيسى عبد النبي، رئيس، ومؤسس، قسم جراحة الأعصاب في مستشفى سليم زميرلي منذ 1989 إلى اليوم..
إننا نعلم من قول ربنا – تعالى جدّه – أن العلم نسبي، فما أوتي الناس جميعا، ذكرانا وإناثا.. من عهد أبيهم آدم إلى يومهم هذا، وإلى يوم الفصل – من العلم إلا قليلا، وفي ذلك القليل تفاوت وتفاضل بين الناس.. ولكن الذي يميز بعضهم على بعض، ويُفضّل بعضهم على بعض هو الخلق الفاضل، والسلوك الحسن.. فأية قيمة لامرئ، عالم أو حاكم أو ذي نشب ونسب إن كان سيء الأخلاق، رديء السلوك، قبيح القول – وإن زعم أنه "أديب"، و"عهّر" أجمل اللغات وأبلغها..
هنيئا للأستاذ الدكتور ابن عيسى عبد النبي بهذا الوسام المعزز لأوسمة أخرى، وهنيئا "لمؤسسة الوسام الجزائري" التي تسعى لتعرِف أهل العلم وتُعرِّف بهم.. وإنها لأحق وأولى بالتشجيع والمساندة - المعنوية قبل المادية - من كثير من الجمعيات والمؤسسات التي تأكل المال أكلا لمّا، ولا تقدم إلا البذاءة القولية والرداءة الفعلية.
Podcast الوسام
محتوى سمعي من انتاج مؤسسة وسام العالم الجزائري, تابعنا على:
google-podcast spotify apple-podcast