قالوا عن الوسام......
 
مساء الجمعة 17ديسمبر
كان الموعد في المركز الدولي للمؤتمرات - قاعة عبد اللطيف رحال- الجزائر العاصمة.
بدعوة من مؤسسة وسام العالم الجزائري
وهي مؤسسة مدنية خيرية يشرف عليها الدكتور محمد بابا عمي رئيس معهد المناهج
الطبعة 12 لهذه الاحتفالية بالعلم والعلماء كانت تحت شعار:
"نعم للجزائر علماؤها ..."
والمناسبة هي تكريم المؤرخ الجزائري رائد الدراسات العثمانية الأستاذ ناصر الدين سعيدوني ، وإبنه المعماري والباحث في التاريخ والتراث الدكتور معاوية سعيدوني.
القاعة رغم اتساعها جمعت ما يزيد -حسب تقديري- عن الألف من الأساتذة والمثقفين والطلبة والمهتمين من مختلف ولايات الوطن ، شبابا وشيبا ، رجالا ونساء،
تسلم كل صاحب دعوة عند مدخل القاعة كتيبا تعريفيا بالمكرمين،
كان الاستقبال رائعا ، والتنظيم محكما ، والأجواء مميزة.
وعلى الساعة 18 و29 دقيقة أعلن المنشط أن الحفل سينطلق بعد دقيقة،
وكم طربت لهذه العبارة لما تمثله من رمزية في احترام الوقت والمواعيد ، وأن يقول المنشط"دقيقة" وهو يعني دقيقة فذلك ملمح حضاري ، وهو ما لم نألفه في مثل هذه المواعيد
كان الافتتاح بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم ،
و بالاستماع للنشيد الوطني ،
وكلمة ترحيبية أنيقة.
..كان حفل التكريم غنيا بالكلمات التنويهية بالإسهام العلمي للمكرمين،
وكذلك بالقيمة الحضارية للتكريم في حد ذاته خصوصا عندما يكون برسم أهل العلم ،
من أبرز المتدخلين :
عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرين
البروفيسور أحمد جبار ، المختص في تاريخ العلوم ، والوزير السابق
البروفيسور : رضا تير رئيس المجلس الاقتصادي
المستشار علي بوغازي
الأستاذ محمد الهادي الحسني
الدكتور محمد بابا عمي المشرف العام على مؤسسة وسام العالم الجزائري
الدكتور طه كوزي نائب المشرف العام
أما كلمة الأستاذ سعيدوني فكانت عميقة ضمنها بعض العناوين الأساسية لفكره ومن أهمها :
- يجب إعادة التفكير في مفهوم المثقف ومكانته
- المثقف هو الذي يعبر عن تطلعات المجتمع
- هناك أفرادا مثقفين ولكنهم غير مؤثرين، لأنهم لم يشكلوا طبقة مثقفة فاعلة في المجتمع
- إن هناك مثقفين سلبيين ذوي أطروحات فرنسية يبحثون عن هوية مضللة ومتخيلة للجزائر خارج الهوية الحضارية للأمة الجزائرية
- ضرورة بعث مشروع وطني ذي هوية خلاقة واعدة ومعبرة عن الذات بعيدا عن الأطروحات الفرنسية
- لا تقدم لنا إلا بالإنتاج العلمي و بلغة الوطن، في كل جامعات العالم تدرس العلوم بلغتها الأم إلا نحن انجلوفونيين في المشرق،وفرنكوفونيين في المغرب الكبير، لا يمكن أن تتطور أمة وأن تتمثل المعرفة وان تصبح لها إمكانية الخلق والإبداع إلا بالإنفتاح على اللغات الأجنبية وهذا شرط أساسي لكن في آن واحد أن تنتج المعرفة باللغة الوطنية لتنمو تلك اللغة وتعبر عن عبقريتها.
- الدعوة لتأسيس أكاديمية للعلوم الإنسانية والاجتماعية على غرار أكاديمية الذكاء الاصطناعي المعلن عنها مؤخرا .
...بالاضافة إلى تكريم الأب الدكتور سعيدوني ،
كُرم إبنه الدكتور معاوية نظير إسهاماته العلمية باعتبار اختصاصه في التخطيط العمراني ،
وتدريسه سابقا في المدرسة المتعددة التقنيات للهندسة المعمارية والتعمير ، ويقيم حاليا في كندا .
له عدة أبحاث منشورة ، وترجم عدة أعمال إلى اللغة العربية.
يشرف معاوية منذ 2014 على إدارة مؤسسة سعيدوني للدراسات التاريخية والعمرانية ،
وأهم مشاريعها الحالية : دائرة المعارف الجزائرية.
تكمن أهمية هذا التكريم بوسام العالم الجزائري
في ترسيخ قيمة العلم والعلماء ،
وتثبيت ثقافة الاعتراف بالجهد ،
مما يصنع بيئة تشعر كل من يشتغل في هذا الميدان بأن هناك من يلاحظ اجتهاده ويقدر عمله ،
وهو ما يدفع إلى مزيد من العطاء.
فكل الشكر لمن وقف وراء هذه المبادرة الجميلة في طبعتها 12
والرجاء أن تحذو حذوها هيئات وجمعيات أخرى في مراكمة مثل هذه المجهودات الحضارية ،
والموعد في الطبعة 13 للوسام في العام القادم إن شاء الله .
 
 
 

أ.أحمد بن يغزر