اللغة العربية والمنطق ومداوروش.. نقطة الجمع بين عالمي الجزائر 2023

المنطق؛ القاسم المشترك بين البروفيسور موساوي وبلدة مداوروش مدينة العالم “أفولاي” الذي ورد اسمه في مؤلف البروفيسور أحمد موساوي “معجم المناطقة”، ومداوروش هي مسقط رأس البروفيسور بشير حليمي، هذا العالم الذي اهتم باللغة العربية، وتجاوز التفكير في تطويع العربية لتناسب الإعلام الآلي إلى تطويع الإعلام الآلي ليستجيب لمتطلبات اللغة العربية، هذه اللغة التي جمعت العالمين المكرمين لخدمتها، فالبروفيسور موساوي يرى أن إعجاز اللغة العربية هو في منطقها.

“كلْ عامْ وْبَرَكْتو” مقولة شائعة في حياتنا، نردّدها لندلّل على ثقتنا في الله المسيّر للكون، ولنعبّر عن تفاؤلنا في الحياة، وأن الظروف التي تتغيّر، والمواقف التي تجعلنا نفكّر، كلّها ستكون خيرا ولو خُيّل لنا أن مؤشراتها في غير صالحنا.

أعوام وسام العالم الجزائري في طبعاته الأربعة عشر لم تكن متشابهة ولا متماثلة، سواء داخليا أو خارجيا، كل طبعة لها ما يميّزها عن الأخرى؛ في التحدّيات والإنجازات.

تغيّر المكان ولم يتغيّر الأوفياء، تغيّر المنظمون ولم يتغّير التنظيم، تغيّر المكرّمون ولم يتغيّر التكريم، افتقدنا أناسا كانوا معنا فدعونا لهم بالخير وأن يتقبل منهم صالح ما قدموه، وأيقنّا أنها سنّة الحياة في مسيرها لا تتوقف بغياب الأشخاص.

عشنا في حفل تكريم عالم الجزائر 2023، لحظات من التأثر والمراجعة، لحظات الحمد والمحاسبة، حَمَلَنا فيها الفيديو التعريفي بالعالِـميْن إلى البدايات، من النشأة والظروف الصعبة التي عاشوها حتى حقّقوا ما وصلوا إليه، وكأن معنى “الحرمان يولِد النجاح” يزداد ترسّخا من طبعة إلى أخرى.

طبعة هذه السنة متميّزة، جمع القدر فيها بين عالميْن من علماء الجزائر، اشتركا في الاهتمام باللغة العربية، فعالجها الدكتور موساوي من مدخل علم المنطق؛ معتبرا أن في القرآن الكريم إعجازا منطقيا، فقد استطاع القرآن الكريم إحداث “تغيير جذري في الاستعمالات اللغوية التي كانت سائدة قبل نزوله” “بألفاظ عربية تعبّر عن تصورات من مستوى تجريدي أعلى، … والتصور يمثل مرحلة في التطور الحضاري، وفي تطور العقل الإنساني في مجتمع معيّن”.

والبروفيسور بشير حليمي الذي استعمل كفاءته في الإعلام الآلي والتكنولوجيا لخدمة اللغة العربية فانطلق من تصوره أننا بحاجة إلى تطويع التكنولوجيا لخدمة اللغة العربية وليس العكس.

أ. جابر ناصر بوحجام