ذاك والدي.....

اقترب مني محيّيا متسائلا، لقد سمعت عن هذه المؤسسة ولكن لا أعرف ماذا تقدّم بالضبط؟

عرّفته ببعض أنشطة مؤسسة وسام العالم الجزائري، ثم سألته عن البلدة التي قدم منها فأجابني أنه من ولاية أدرار، فذكرت له بعض الأسماء من الطلبة الأوائل الذي سجلوا في معهد المناهج في قسم الدراسات العليا سنة 2009، فقال لي هم أصدقائي.

فأكملت التعريف بأنشطة المؤسسة، وذكرت له فكرة "بودكاست الوسام: سير كفاءات جزائرية"، وأشرت إلى لوحة تجمع صور العلماء الجزائريين الذي أنجزنا حولهم محتوى صوتيا للتعريف بجهودهم العلمية، فأشرت إلى الشيخ الحاج عبد الرحمن حفصي، وإلى الدكتور عبد المجيد قدي بحكم أنهما ينتميان لنفس الولاية.

ثم عرّفته بمشروع "خريطة العلم الجزائري" وأبعاده، وممن ذكرت تمثيلا لا حصرا الشيخ باي بلعالم، فتبسّم..

نظرت إليه، فأردف قائلا: ذاك والدي..

الله أكبر، أنت ابن الشيخ؟ إنها فرصة سعيدة لي.

فألححت عليه أن يجلس لبضع دقائق نشم فيه عبق تاريخ والده المبارك، ذلك العالم الذي علّم وربى أجيالا من العلماء والمشايخ..

كانت جلسة مباركة طيبة، تجاذبنا فيها أطراف الحديث، وتركت أخي أ. محمد باحماني الراعي مدير المؤسسة يواصل الحديث معه ويأخذ منه طريقة التواصل والإبقاء على العلاقة حيّة لا تنقطع، وهذا إكراما لعالم من علماء الجزائر الذي أسهم في حفظ العلم من الاندثار في وطننا.

فرحم الله الوالد وما ولد..

فالجزائر أرض طيبة، وبإذن الله نحن من يواتيها ظروفها، لتواصل إكرامنا بعباقرها، كما قال الشاعر مفدي زكرياء رحمه الله:

عباقر أرضِ الجَزائرِ كوْنٌ تموجُ بِهِ المعجزاتُ الجَسيمهْ